في العصر الحالي ، تغيرت مفاهيم هذه الحياة ، و تغيرت طريقة
سير هذا العالم ، فإن كان قديما يتشكل من قبائل متفرقة لا تعرف بعضها ، اليوم أصبح
هذا العالم عبارة عن دول تسعى بكل ما أوتيت من قوة للحصول على مكانة مرموقة بين جيرانها
و أن تصبح حديث العام و الخاص ، سواء نموها الاقتصادي و التكنولوجي أو بقوتها السياسية. هكذا أصبحت دول العالم تتصارع فيما بينها للظفر بمقعد بين صفوف الدول المتقدمة ،
ذلك المقعد الذي سيخولها مستقبلا لتنال منصبا بين أقوى دول العالم . و اليوم ، صار
المجتمع العالمي يقيم الدول ، و بهذا خلق تصنيفات عديدة ، و أصبح العديد يصنفون أقوى
الدول في العالم بناء على معايير اقتصادية ، عسكرية و سياسية.
الولايات المتّحدة الأمريكية أوّل قوّة في العالم
الولايات المتحدة الأمريكية ، لابد أن تكون في هذا التصنيف
بما أن العالم كله لا يخطو خطوة دون مشاركتها ، وبما أن السياسة الاقتصادية العالمية
الحالية مدعومة بشكل رئيسي من طرف هذا البلد الذي يستحق بجدارة لقب "أقوى دولة في العالم"،
فبجيش يقدر عدد أفراده بمليون و سبع و تسعين ألف سنة 2008 و اقتصاد يرتكز بشكل أساسي
على الاستثمار الحر و المنافسة التجارية مستفيدا بالطبع من الثروات الطبيعية الكبيرة
من بترول و غاز، و أيضا وجود أكبر الشركات العالمية داخل هذا البلد ، هذا طبعا دون
نسيان القوة السياسية و قدرة الولايات المتحدة الأمريكية على التأثير في قرارات عدة
دول نامية بفعل الأثر الذي تملكه . بكل هذا ، يجدر القول: أمريكا أقوى دولة في العالم.
روسيا ثاني قوّة في العالم
روسيا الاتحادية تأتي في المرتبة الثانية ، روسيا تحتل المرتبة
الأولى في احتياطات الغاز الطبيعي في العالم ، و الثامنة في النفط ، و الثانية في الفحم
، كما تعتبر روسيا ثالث أكبر منتج للكهرباء في العالم . هكذا صارت روسيا قوة عظيمة
في العالم ، و استطاعت أن تتجاوز محنة سقوط الإتحاد السوفييتي. روسيا من البلدان الخمسة
التي لها مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي ، أيضا أثرت و لا زالت تؤثر في العديد من
القرارات السياسية في العالم ، دون إغفال الجانب العسكري و السلاح النووي الذي يجعلها
دولة يحسب لها ألف حساب .
الصين ثالث قوّة في العالم
في المرتبة الثالثة ، المارد الصيني ، أو جمهورية الصين الشعبية
، هذا البلد الذي استطاع في سنوات قليلة أن ينهض من ركوده و ينزع عنه لقب "العملاق النائم"، فعندما يتحدث العالم عن جمهورية
الصين ، أول ما يخطر في بال الإنسان البضائع الصينية التي غزت هذا العالم من شرقه لغربه
و من شماله لجنوبه ، أي سلعة أمريكية كانت أم فرنسية أم يابانية تستطيع اليد العاملة
الصينية تقليدها ، هكذا أصبحت الصين تلقب مصنع
العالم، هذا المجتمع الشيوعي الصناعي تمكن من بناء نفسه بنفسه ، و قام منذ عام
1978 بأولى خطواته التي كان هدفها دولة عظيمة باقتصاد عظيم . دولة الصين تعتبر ثاني
قوة اقتصادية عالمية بناتج محلي يقدر بـ 4 تريليون دولار أمريكي ، كما تملك نفوذا سياسيا
كبيرا لاسيما و أنها من الدول التي يحق لها "الفيتو".
فرنسا رابع قوّة في العالم
رابعا ، فرنسا ، و رسميا : الجمهورية الفرنسية ، دولة تملك
تشكل قوة نووية عظمى في هذا العالم ، و جيشا كبيرا يساهم في الحفاظ على الأمن و النظام
. فرنسا تحتفظ بالتأثير على عديد القطاعات الحيوية كونها هي المالكة للعديد من شركات
الحديد ، الكهرباء ، الطائرات و مصانع الدفاع . اقتصاديا ، كما تحتل فرنسا المرتبة
الخامسة في الاقتصاد الدولي. تمتاز فرنسا بجيشها في كافة أنحاء العالم ، و هذا ما يخولها
التدخل غير المباشر في سياسة دول شمال إفريقيا ، و مقعدها في مجلس الأمن يخولها كذلك
التدخل المباشر في السياسة العالمية.
بريطانيا خامس قوّة في العالم
أخيرا ، المملكة المتحدة أو كما تعرف في العالم باسم بريطانيا
العظمى، الدولة التي تعتمد في سياستها الاقتصادية على الصناعة و التجارة. تملك بريطانيا
أكبر بورصة في أوربا ، و تعتبر من أهم مراكز المال في العالم . بريطانيا رائدة في القطاعات
الكيميائية و الدوائية ، كما تشكل بلدا سياحيا من الدرجة الأولى ، هذا بالإضافة إلى
القوة العسكرية الكبيرة و مكان بريطانيا في حلف شمال الأطلسي "الناتو".
أقوى الدول في العالم تعتمد بشكل مباشر على الاقتصاد ، و
تمتاز بالديمقراطية العالية ، هذا ما جعل منها تحافظ على الوتيرة العالية في الإنتاج
، و الرغبة الكبيرة في استثمار الأموال و توفير فرص العمل. كما يكمن سر نجاح هذه الدول
في الحفاظ على مكانتها العسكرية ، و الحس السياسي الذي تملكه . و هكذا تكون هذه الدول
قد نجحت في التربع على عرش العالم بقوى اقتصادية ، عسكرية و سياسية ضخمة و كبيرة و
نجحت أيضا في بناء مجتمعات قوية وقودها الإرادة و العمل.
0 التعليقات:
إرسال تعليق